الشهيد المجاهد: محمود معين إسحاق الريفي "أبو حمزة"
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 421 تاريخ التسجيل : 31/05/2012
موضوع: الشهيد المجاهد: محمود معين إسحاق الريفي "أبو حمزة" الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:06 am
حاول خطف جنود فقصفته طائرات العدو الجبان
محمود معين الريفي
مجاهد قسامي
2009-01-02
الشهيد المجاهد: محمود معين إسحاق الريفي "أبو حمزة"
حاول خطف جنود فقصفته طائرات العدو الجبان
القسام - خاص:
عاش في هذه الدنيا، رأى الظلم الذي يتعرض له أبناء شعبه على اختلاف شرائحهم، فوجد ألا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة الطريق الصحيح والأقرب للنصر والتحرير، فلم يجد أمامه لهذا الأمر أفضل من المساجد والعمل في صفوف القسام، أقسم ودعا الله أن يمكنه من رقاب أعدائه قتلى وأسرى، فكان له ما أراد.. أدخل فرحة افتقدها أبناء شعبه منذ وقت طويل إلى صدور الجميع، غير أن العدو الصهيوني سرعان من انتزع هذه الفرحة، وإن كانت على حساب أشلاء جنوده.
المولد والنشأة
في حي التفاح شرق مدينة غزة وتحديدا في السادس عشر من شهر أغسطس من العام 1990م ولد أحد مجاهدي الإسلام العظيم، والذي كان له بعد ثمانية عشر عاما من عمره شأن عظيم، إنه المجاهد محمود معين إسحق الريفي، ومن فضل الله عزوجل ونعمته على عباده المؤمنين، فقد نشأ مجاهدنا محمود في بيت يقام فيه الإسلام وتؤدى فيه الطاعات والعبادات على اختلافها.
كان شهيدنا "أبو حمزة" ومنذ طفولته يتميز بالحنان والعطف على الأطفال، وعرف عنه أدائه ومحافظته على الصلاة منذ طفولته، كما عرف عنه حبه للجهاد والقتال في سبيل الله، حتى أنه كان يتحدث مع والده عن الجهاد والمجاهدين.
عرف عن شهيدنا المجاهد التسامح وعدم الحقد على إخوانه المسلمين ومحبته للجميع، وتفتخر عائلة الريفي باستشهاده.
وخلال سنوات حياته القصيرة في هذه الدنيا، كان المواطنون إذا سمعوا باسم مجاهدنا "أبو حمزة"، حتى يدركوا أنه يمتلك أصحابا كثيرون في كل مكان، ولم تكن صحبته محبة فقط، إنما كانت هي صحبة الصالحين المؤمنين، فقد أحب مشاركتهم في الرحلات والنزهات وهذا ما تميز به منذ صغره، وأكثر ما تميز به في حياته الإخلاص والعمل الدءوب لله تعالي.
وعلى صعيد علاقته مع أهله وبخاصة والديه، فقد كانت علاقة تجمعها المحبة والترابط، فكان يمازحهم ويعطف عليهم، ورغم صغر سنه إلا أن حجم جسمه كان يظهر عليه وكأنه شابا كبيرا، فقد حنونا مع إخوانه وعلى أهل بيته ولا يبخل عليهم من ماله، لا سيما والديه فقد سخر راتبه كاملا لهما.
الدراسة والعمل
وتلقى شهيدنا المجاهد دراسته الابتدائية في مدرسة أسعد الصفطاوي وعرف عنه تميزه الكبير في دراسته لهذه المرحلة ومحبته إلى معلميه، وانتقل بعدها إلى دراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة يافا ليكون أقوى في العلم، واستكمل بعدها دراسته الثانوية في مدرسة عبد الفتاح حمود، ونظراً للظروف القاسية التي كان يحياها شعبنا الفلسطيني المجاهد، لا سيما قطاع غزة، فقد قرر محمود العمل في صفوف الشرطة الفلسطينية الشرعية حتى يقوم بمساعدة والده في تخطي مشاكل وصعوبات الحياة المختلفة.
عنوانه المسجد
نشأ شهيدنا "أبو حمزة" وترعرع، ليكون أحد الشباب الذين تربو ونشئوا وترعرعوا في مسجد المحطة في حي التفاح، ومن خلال التزامه في هذا المسجد ازداد إيمانه بالله تعالى، كما ازدادت محبته لإخوانه المسلمين ولأبناء حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فكان في هذا المسجد أحد الشباب الفاعلين في نشاطات المسجد، وأحد المشاركين مع إخوانه خاصة فيما يطلب منه بدون تردد.
وبعد هذه الأعمال الطيبة التي قدمها مكللة بالإخلاص لله تعالى، ألح شهيدنا محمود على أن يكون مع الجنود الميامين أبطال فلسطين أبطال العالم، أبطال كتائب القسام وذلك في العام 2007م، ومن الغريب أن شهيدنا دخل الوحدة القسامية الخاصة وذلك لشجاعته وإقدامه وعدم خوفه إلا من الله، وقد شهدت له قيادة كتائب القسام بشجاعته وعدم خوفه من العدو الصهيوني الجبان في أي من المواطن التي كان فيها.
المجاهد الشرس
إذا سألت عن شهيدنا القسامي "أبو حمزة"، فإنك من السهل أن تجده في مواقع الرباط في سبيل الله، وقد شارك شهيدنا محمود من خلال عمله في صفوف القسام في حفر الأنفاق والرباط على الحدود لا سيما في الصفوف المتقدمة مع الوحدة القسامية الخاصة، فكان يرصد تحركات العدو الصهيوني ويترقب صيدا ثمينا ليثلج قلوب أبناء شعبه الذي عاش العذابات والويلات والقهر من هذا العدو الجبان.
عرف عن شهيدنا حبه كثيراً للرباط في سبيل الله، فإذا سألت عن محمود في البيت فلن تجده، فإما أن يكون في عمله في الشرطة الفلسطينية أو في الجهاد والرباط في سبيل الله، فكان يفضل الرباط على عمله، وإذا كان مرهق كثيراً وعليه رباط كان لا يؤجل ولا يتردد في الخروج إلى الرباط.
إخلاص ومحبة
تسأل عن القسامي المجاهد محمود فتجد من صفاته الحب والتسامح مع إخوانه المجاهدين والابتسامة الدائمة على شفتاه، فكان يحثهم على الجهاد واستهداف العدو الصهيوني في كل مكان وإخراجه من ترابنا المحتلة.
ومن خلال عمله في صفوف كتائب القسام، حصل شهيدنا على عدة دورات عسكرية في صفوف الكتائب وكان مميزا في جميع دوراته.
وإلى جانب ذلك، فإذا رأيت محمود فإنك تجد فيه الإخلاص والمحبة الصادقة بعيداً عن الرياء أو الشهرة، تجد شابا دائم لصيام النوافل وأيام الاثنين والخميس تشهد له على ذلك، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يحرص على أن يعرف أحد أنه صائم حتى من أهله، فبعد استشهاده تفاجأت عائلة شهيدنا القسامي بأعمال كثيرة كان يعملها "محمود" ومنها الرباط المتقدم وحبه الكثير للجهاد في سبيل الله، وتتذكر والدته أنه طلب منها الدعاء له بأن يثبته الله على هذا الدين.
رؤيا جميلة
وتروي والدة شهيدنا القسامي "أم محمد" أنها رأت منذ دخول محمود في الوحدة القسامية الخاصة أنه في الجنة وحوله الحوريات، كما رأت أيضا له عروسا جميلة، وجمالها ليس من جمال بنات الدنيا وهذا من فضل الله تعالى على شهداءنا الميامين.
وعند إلقاء النظرة الأخيرة عليه بعد استشهاده، شاهد الجميع أن النور يسطع من وجه وتعلو وجهه ابتسامه جميلة، حتى أنه بعد استشهاده بأربعة أيام لم يتحلل جسمه وبقي دمه "أخضر" كما هو، وهي لعلها من كرامات الله تعالى لعباده المؤمنين الصالحين.
حاول خطف جنود
لم يتردد شهيدنا "أبو حمزة" ولم يتوان لحظة عن القتال ومواجهة العدو الصهيوني الصهيوني ف مختلف التوغلات والاجتياحات التي كان يقوم بها، ومنذ أعلن العدو الصهيوني حربه القاسية على غزة خلال "معركة الفرقان"، استعد الشهيد القسامي محمود الريفي منذ اللحظة الأولى، وإن كان مستعدا لهذه اللحظة منذ دخوله في كتائب القسام، فقد كان يطمح ويسعى إلى أن يستشهد في سبيل الله، غير أنه أراد أن يؤلم في عدوه قبل استشهاده ويمرغ أنفه في التراب، وفي ذات الوقت كان ينظر إلى أبناء شعبه المعتقلين في سجون العدو الصهيوني ومدى معاناتهم المتواصلة، وأدرك أنه لا حل لقضيتهم سوى بمبادلتهم بجنود صهاينة يتم اختطافهم، فشمر عن سواعده وكشر عن أنيابه وقرر أن يختطف من جنود الاحتلال ليعلن هزيمتهم وانتصار المقاومة وليرسل برسالة الأمل إلى الأسرى في سجون العدو الصهيوني.
خرج محمود في يوم الجمعة في الثاني من شهر يناير من العام 2009م من بيته حيث كانت "معركة الفرقان" على أشدها، سار إلى طريقه تحفه عناية الرحمان، واتجه إلى أرض المعركة حيث معركة الفرقان، ظل يقاتل يومين كاملين ومتواصلين، وكان لسان قلبه يلهج إلى الله بالدعاء بأن يمكنه من قتل وأسر جنود صهاينة.
وجاءت اللحظة التي انتظرها طويلا، فوقع عدد من جنود الاحتلال في كمين كان فيه محمود، أجهز عليهم وتمكن من القبض على جنديين وأسرهم، فقد تمكن منهم بإرادة الله، كان فرحا جداً بأسرهم، فثمنهم سيكون كبيرا مقابل الأسرى الفلسطينيين، وبينما كان يحاول إبعادهم عن المكان، أثبتت قوات العدو الصهيوني مرة أخرى جبنها الكبير، وسرعان ما كشفته طائرات العدو الغادرة فأطلقت صواريخها الغادرة عليه بشكل مباشر، واستشهد محمود على الفور وقتل معه الجنديين الصهيونيين، وكان ذلك في الخامس من شهر يناير من العام 2009م، ليسجل بذلك محمود الريفي أنه أمضى في هذه الدنيا ثمانية عشر عاما، أمضاها في طاعة الله والجهاد في سبيله، نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا، ويكفيه فخرا أن كان يطمح أن يأسر ويقتل أعداء شعبه، فمكنه الله، غير أن العدو الصهيوني أثبت بأنه عدو جبان، يقتل جنوده على ألا تظهر هزيمته.
الشهيد المجاهد: محمود معين إسحاق الريفي "أبو حمزة"
