قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء الركن طلعت مسلم، أن النظام المصري لن يستطيع تقديم الكثير للفلسطينيين في حال شن ضربة عسكرية لقطاع غزة، متوقعا في الوقت نفسه أن يشن الكيان عدوان جديد على غزة. ونقلت صحيفة معاريف العبرية اليوم الاربعاء، عن ضابط كبير في جيش الاحتلال قوله إنه "لا مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة في غزة وتشمل عمليات برية أيضا على غرار عملية 'الرصاص المصبوب'، من أجل إعادة الردع الصهيوني". وقال مسلم في تصريحات متلفزة أن "أي عدوان قادم على قطاع غزة سيكون سريعا, وهو بمثابة إنذار للنظام المصري الجديد المتهم بتوفير غطاء للمقاومة في غزة, بأن عليه أن يراعي مصالح الكيان الصهيوني ولا يخرج عن الاتفاقيات الموقعة مع النظام القديم". ورجح مسلم أن مصر في هذه المرحلة لن تستطيع تقديم الكثير لقطاع غزة , خصوصا في حال شن الاحتلال الصهيوني عدوان جديد , وذلك " لحساسية الأمور وعدم استقرارها داخل مصر نفسها خصوصا في سيناء " . وقال "هناك تهديدات صهيونية مستمرة بالعمل العسكري داخل سيناء سواء باحتلال أجزاء منها , أو ما حدث من قصف أهداف محددة قتل خلال مواطن مصري في سيناء بتهمة الانتماء لتنظيم جهادي " . وافاد "اعتقد أن الظروف الحالية في مصر لا تعطي النظام الحالي القدرة على منع أي عدوان جديد على قطاع غزة , كون مؤسسة الرئاسة مازالت تحاول ترتيب الأوراق المبعثرة في مؤسستي الجيش والأمن , كما أنها ما زالت تحاول بسط نفوذها في كافة أركان الدولة " . وحول قيام المقاومة بالرد على العدوان وعلاقة ذلك بالوضع الإقليمي قال اللواء مسلم " لا اعتقد أن المقاومة تعتمد على دراسة التوقيت والوضع الإقليمي للرد على عدوان الاحتلال الصهيوني ", مشيرا أنها ترد على العدوان فور وقوعه بغض النظر عن الظروف الإقليمية , سواء أكان الموقف في مصر أو حتى داخل الكيان الصهيوني نفسه , وقال " جرائم الكيان الصهيوني هي المحدد بالدرجة الأولى لرد المقاومة " . وأكد اللواء مسلم أن المقاومة الفلسطينية ستعمل خلال المرحلة القادمة عبر إستراتيجية "الرد على العدوان بعدوان " أي أنها ستصد العدوان بهجوم على المواقع والأهداف الصهيوني , وقال " قوة الاحتلال أكبر بكثير من قدرات المقاومة التي ستظل محتفظة بقدرتها على الرد وتوجيه ضربات صاروخية موجهة إلى أهداف محددة داخل الكيان " . وأضاف إن " ترسانة الصواريخ لدى المقاومة تمثل عامل تهديد حقيقي وعامل ردع يضعه الاحتلال بعين الاعتبار قبل الإقدام على أي عدوان " . مشيرا أن الاحتلال يحاول استكشاف " الكتلة الحرجة " للقدرة الصاروخية وما إذا كانت تصل للمستوى الذي يهدد كافة المدن داخل الكيان . واشار " أن الكيان سيستمر باستخدام سلاح الجو حتى خلال فترات التهدئة لضرب أهداف محددة لها علاقة بالصواريخ سواء أكانت مواقع لتخزين أو تصنيع أو حتى منصات لإطلاق الصواريخ " . وأضاف " كما سيستهدف الاحتلال مطلقي الصواريخ من أفراد وقيادات ميدانية في حال تمكن من رصدهم , هذا بالإضافة إلى تشديد منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة عبر سيناء وحتى قبل وصولها إلى سيناء " .