موضوع: فرسان صفقة الوفاء للأحرار الأربعاء سبتمبر 26, 2012 4:24 am
"خبرٌ عاجل: التوقيع على الأحرف الأولى لصفقـة شاليـط" خمسة كلمات خرجت للنور بثوان معدودة كانت كفيلة بإهداء فرحة طال انتظارها خمس سنوات ببطء أيامها وطول لياليها. تلك الفرحة لم تكن لترتسم على قلوب ملايين الفلسطينيين لولا الجولة المارثونية لـ" فريق المفاوضات الفلسطيني" الجندي المجهول لـ"صفقة شاليط" الذي بذل الجهود المضنية وامضى خمس سنوات في الشد والجذب مع الاحتلال. وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 خضعت سلطات الاحتلال لإرادة المفاوض الفلسطيني وأجبرت على القبول بمطالب المقاومة وخرجت الصفقة إلى النور.. و حيا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في خطابه المتلفز ليلة الثلاثاء الماضي المفاوضين الأربعة عن حركة حماس الذين تمكنوا من انجاز الصفقة دون أن يسمي تلك الأسماء، ليبقى السؤال يدور في الأذهان من هم هؤلاء الجنود المجهولين؟, ممن يتكون الفريق المفاوض؟؟. مصادر خاصة كشفت لـ" أحرار ولدنا " أسماء أعضاء الفريق المفاوض عن حركة حماس الذي خاض جولات المفاوضات مع سلطات الاحتلال و الذي يتكون من أربعة أشخاص هم " أحمد الجعبري نائب القائد العام في كتائب الشهيد عز الدين القسام, و مروان عيسى عضو مجلس عسكري لحركة حماس وقائد أمني كبير, صالح العاروري مؤسس كتائب القسام في الضفة الغربية, عماد العلمي أحد قيادي حماس البارزين في الخارج". قائد القسام "صلب المراس وقوي الشكيمة .. ينتقل متخفيا بين المجاهدين في نقاط رباطهم المتقدم على حدود قطاع غزة يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة الصمود .. يُجهز فرق الاستشهاديين التابعين لكتائب القسام .. صاحب المدرسة العسكرية لكتائب القسام.." تلك أهم الصفات التي تميز بها نائب القائد العام لكتائب القسام " أحمد الجعبري". لمع نجم الجعبري عام 2000 مع اندلاع انتفاضة الأقصى واعتبرته سلطات الاحتلال الرأس المدبر لأغلب عمليات كتائب القسام وعلى رأسها عملية " الوهم المتبدد" التي تم تنفيذها في 25 يونيو 2006 وأُسر بموجبها الجندي جلعاد شاليط. ونجا الجعبري من ثلاث محاولات اغتيال كان آخرها قصف منزله في بداية الحرب على قطاع غزة، وفي عام 2005 نجا من محاولة اغتيال أخرى بعد قصف الطائرات الإسرائيلي لمنزل عائلة "سلمية" كان يعقد فيه اجتماع للمجلس العسكري للقسام أصيب خلالها محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام بجروح متوسطة. أشرف الجعبري على إنشاء أكاديمية عسكرية لكتائب القسام سميت حينها " أكاديمية الشهيد صلاح شحادته العسكرية "واشرف عليها بشكل مباشر كانت مهمتها تدريس الفنون العسكرية المختلفة لعناصر كتائب عز الدين القسام و العمل على تخريج عناصر تصلح لحرب العصابات. عقلية أمنية تميز الجعبري في مجال العمل الأمني وكان يشهد له بأنه ذو عقليه أمنية صقلته تجارب السجن الثلاثة عشرة عاما، فقد كان يتولى تدريس النظريات والمبادئ الأمنية للأسرى في السجون ، وبعد خروجه من السجن عقد العديد من الدورات الأمنية لأبناء القطاع. وحسب مقربين فان الجعبري ما فتئ ينادي بضرورة وجود نظرية أمنية لحركة حماس مكتوبة يتم السير بموجبها، بدأت حركة حماس بصياغتها. تتهمه إسرائيل بارتباطه مع قيادة حماس في الخارج وتحديداً مع عضو المكتب السياسي للحركة عماد العلمى الذي يعتبر مسؤولا عن ملف الجهاز العسكري ، وحسب مقربين فان الجعبري يعتبر حلقة الوصل بين الجناح العسكري والقيادة السياسية، و يحضر اجتماعات المكتب السياسي لحركة حماس ويمثل الجناح العسكري داخل القيادة السياسية للحركة. وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة أواخر عما 2008 لقبته إسرائيل برئيس هيئة أركان كتائب القسام وبالرجل القوي الذي يمسك قواعد اللعبة، وعرفته كتائب القسام في إحدى نشراتها بنائب القائد العام لكتائب القسام . في عام 1999 وبعد خروج القائد القسامي من سجون الاحتلال أصبح من كبار مساعدي الشيخ صلاح شحادته القائد العام لكتائب القسام ليعاونه في اعادة ترتيبصفوف الجناح العسكري للحركة وتولى حنها البحث عن طرق إمداد كتائب القسام بالسلاح فكان هو المسؤول عن تسليح كتائب القسام. وبعد استشهاد الشيخ صلاح شحادته عام 2001 عين الجعبري نائبا لقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، والمسؤول الميداني المباشر عن عمل الكتائب على الأرض .. فبدأ في استقطاب أكبر عدد ممكن من عناصر حركة حماس القادرين على حمل السلاح وتأهيلهم. الجعبري وحسب مقربيه كان يؤمن بضرورة عسكرة الشعب وألا يقتصر حمل السلاح على بضع مئات من عناصر كتائب القسام والأجنحة العسكرية الأخرى. بدأ الجعبري تقسيم كتائب القسام بعد ضم الآلاف إلى صفوفها إلى ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ووحدات مهنية مختلفة مثل الاستخبارات والتصنيع العسكري والاتصال والتسليح وسلاح المدفعية والدفاع الجوي . واستغل خروج الاحتلال من قطاع غزة لإرسال عناصر في كتائب القسام خراج قطاع غزة للتدرب على أسلحة جديدة. الجعبري الذي يعمل ل20 ساعة متواصلة يومياً اشرف وبشكل مباشر على خطة كتائب القسام الأخيرة في الدفاع عن غزة واشرف بشكل شخصي متابعة دورات وحدات الاستشهاديين المختلفة. قائد قسام الضفة الشيخ صالح العاروري هو الجندي المجهول الثاني في صفقة الأسرى وهو مؤسس كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية, وأبرز قيادي حركة حماس هناك و قيادات الحركة الأسيرة البارزين وهو نائب رئيس الهيئة العليا للأسرى. أُسر في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1992 من قِبل قوات الاحتلال حيث حكمت المحاكم الصهيونية بسجنه 5 سنوات فعلياً، و27 سنة مع وقف التنفيذ, وكان له كاريزما خاصة وجاذبية مميزة ويحظى باحترام الأسرى من كافة الفصائل، ويعتبر شخصية وحدوية من الدرجة الأولى. بعد انتهاء الخمس سنوات، حولته سلطات الاحتلال الصهيونية للاعتقال الإداري ليقضي فيه عاماً كاملاً، ثم أعيد مرة أخرى إلى زنازين التحقيق، ونتيجة لصموده حُكم عليه مجدداً بالسجن 5 سنوات أخرى فقط. إلا أنه وبعد انقضاء السنوات الخمس الأخرى، أُعيد للاعتقال الإداري من جديد، وهكذا أمضى في سجون الاحتلال خمسة عشر عاماً وقد وجهت له أجهزة الأمن الإسرائيلية تهمة تأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام في مدينة الخليل وأحد مؤسسي الكتائب الأوائل في الضفة الغربية . وقد أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خبراً مفاده أنها تمكنت من اعتقال الشيخ صالح العاروري واعتبرته مؤسس كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - حماس في الضفة الغربية ، وقد جاءت الاعترافات عليه بعد اعتقاله بتاريخ 21-10-1992 . أفرج عن العاروري قبل أربعة أعوام ثم أعيد اعتقاله ، وأبعدته قوات الاحتلال الى خارج حدود فلسطين ، و انتخب عضواً في المكتب السياسي للحركة وتولى مسؤولية ملف الأسرى في سجون الاحتلال ، و انضم إلى الفريق المفاوض لإنجاز صفقة التبادل التي كتب لها النجاح بحمد الله. مسؤول استخبارات حماس القيادي البارز عماد خالد العلمي أحد مؤسسي حركة حماس وكان عضواً في المكتب السياسي للحركة لعدة دورات متتالية، وتصفه اسرائيل بـ" مسؤول استخبارات حماس"، حيث يعد من وجهة نظر الاحتلال بأنه المسؤول عن الجناح العسكري للحركة في الخارج. و أبعد العلمي عن قطاع غزة في 28/9/1988 بتهمة التنظيم والتحريض من خلال اللجنة الإعلامية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتضمنت لائحة الاتهام "القيام بنشاطات إعلامية بغرض تخليد أعمال "حماس", أفرج عنه بتاريخ 27/9/1990 . و يحمل العلمي الذي لا يعرف بظهوره على وسائل الإعلام على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية. و حسب العارفون بالعلمي فإن الرجل يمتاز بعقلية أمنية و عسكرية فذة ، وبتواضع جم. مراون عيسى أما مروان عبد الكريم عيسي " 45 سنة" فهو يعد الشخصية رقم " 3 " في كتائب عز الدين القسام بعد القائد العام للقسام " محمد الضيف " و نائبه " محمد الجعبري "، و لا يعرف عن عيسى الكثير فهو يعد شخصية أمنية من الطراز الأول إلى جانب شخصيته العسكرية. و عيسى المكنى بأبي البراء توفي نجله الأكبر " براء " خلال اكثر أيام الحصار شدة بعد أن تعذر سفره للخارج لتلقي العلاج نتيجة الحصار المحكم على غزة آنذاك ، و قد تولي عيسى أكثر من منصب في كتائب القسام عرف منها، قيادته للمنطقة الوسطى في قطاع غزة في القسام قبل عدة سنوات . و ينسب لعيسى مسؤوليته في التخطيط لعمليات القسام الخاصة إبان انتفاضة الأقصى خاصة التي تتعلق باقتحام المستوطنات عبر الأنفاق التي اعتبرت إحدى الأسباب التي عجلت في خروج الاحتلال من قطاع غزة عام 2005. وحسب مقربين من عيسى فإن الرجل محاور بارع من السهل إقناع خصمه، تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال لمدة 5 سنوات ، كما سجن في سجون السلطة الفلسطينية قبل اندلاع انتفاضة الأقصى 4 سنوات أخرى على خلفية نشاطه في الجناح العسكري لحركة حماس. تعرض عيسى لعدة محاولات اغتيال نجا منها إلا أنه تعرض لإصابة وصفت بالصعبة قبل عدة سنوات ما يزال يعاني منها.
